• نشرة منسوج
  • Posts
  • الافان غارد في السعودية: رؤية حقيقية أم مجرد ظاهرة؟

الافان غارد في السعودية: رؤية حقيقية أم مجرد ظاهرة؟

مقالة نقدية

عروض الأزياء هي المكان الأمثل لطرح الأزياء الجديدة ضمن سرد قصصي، وطرح فكرة بسياق محدد أو لإيصال رسالة. صناعة الأزياء في المملكة العربية السعودية شهدت تطوراً وقفزات واضحة خلال السنوات الماضية، والتي توضح مدى استعداد المصممين والمصممات للتعبير عن شغفهم وإبداعهم بشكل جليّ. في الجانب الآخر نجد تفاعل المجتمع على ما نراه من إبداعات المصممين والمصممات سواء في أسبوع الأزياء في الرياض أو خلال فعالية كأس الخيل ليُعطي ذلك مؤشراً على أن صناعة الأزياء في السعودية بدأت بتلقي الاهتمام، فوجود ردات فعل عليها بغض النظر إن كانت سلبية أو إيجابية دلالة على أن هنالك تأثيراً، وهذا التأثير يمثل جوهر الأزياء الحقيقي

مصممات على رأسهم كوثر الهريش مصممة ومؤسسة علامة كاف باي كاف أسهمت رؤيتها الفنية في تقديم أزياء أڤان-غارد، وهذا ساهم بتحفيز وتشجيع باقي المصممين في تقديم أزياء ذات طابع فنّي وتجريب خامات وقصات خارج المألوف وغير قابلة للارتداء دون التردد في ذلك. حدث كأس الخيل هو الحدث الذي تجتمع فيه كل هذه العناصر، فنرى في كل عام مصممين ومصممات يقدمون أقصى ما لديهم، ويدفعون الحدود الإبداعية ليصبح تصميمهم الأكثر تأثيراً وتداولاً

الصورة من حساب كاف باي كاف

قرمز قدمت في عام ٢٠٢٣، تصميماً يُعبّر عنه في عالم الأزياء بمُصطلح (كامب) كمرجع لأحد ثيمات حفل الميت غالا حيثُ ارتبط المصطلح بالأداء الاستعراضي في الأزياء. تصميم قرمز كان تصميماً ملبوساً لشكل أبراج الحمام في منطقة الدلم، ولكن يأخذ شكل فستان جلديّ باللون البني، والذي صُنع بهيكلة محددة ليحتوي على فتحات لبيوت حمام حقيقي بداخله

أطلقت العارضة الحمام الذي بداخله ليُصبح الفستان أداء حقيقياً لحكاية أبراج الحمام في منطقة الدلم التي شُيدت في عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- في الأربعينات الماضية ضمن مشروع الخرج الزراعي، وكان الهدف بناء نظام زراعي متكاملاً والاستفادة من سكن الحمام من خلال السماد الطبيعي. الأداء عزز من رؤية علامة قرمز التي تستند إلى السرد القصصي من خلال المنتجات المُقدمة

الصورة من حساب قرمز

اليوم يُعتبر كأس الخيل الحدث المنتظر في كل عام من مجتمع الأزياء من مصممين، منسقين، مشاهير وصحافة وكتاب محتوى في السعودية؛ لأنه الحدث الذي يعبّر عن أعلى مستويات الإبداع في التصاميم والحرفة والأفكار. ولكن الحدث أصبح يحضر به إطلالات غير مفهومة في سبيل فقط تقديم أزياء غريبة أو أڤان-غارد للفت الانتباه دون الاهتمام بجودة المُخرج ذاته وهو التصميم

أسبوع الأزياء في الرياض، شهد بعض اللحظات الاستعراضية والأفكار التي تعتبر أزياء الأڤان-غارد، بعضها ستؤرخ والأخرى ستبقى لحظة استعراضية بحتة ناقصة العناصر، والتي أتت كغلاف فقط للمجموعة دون الالتفات للعنصر الأساسي وهي الأزياء

علامة كاف باي كاف للمصممة كوثر الهريش هذا العام افتتحت عرضها الروبوت "سارة" وهي أول روبوت سعودي مُرتديةً معطف بقَصَة فستان حائل الشهير. سارت سارة على المنصة بجمالها الاصطناعي وكيانها وكأن رُقعة إبداعات كاف باي كاف توّسعت لتصل حتى إلى امرأة الروبوت

سارة الروبوت هي الإطلالة الافتتاحية للمجموعة التي تُناقش معنى التساؤل الرئيسي

"ما هو الفرق بين الجمال الطبيعي والجمال الصناعي؟"

دخول الروبوت كان متوافقاً تماماً مع المجموعة والعلامة على المستويات كلها. جانب الأزياء، مترابط مع المجموعة، ووجود الروبوت يعزز من فكرة المجموعة التي تقارن ما بين الجمال الطبيعي والاصطناعي من خلال أزياء تنوعت فيها الحرفة ما بين اليديوي والاصطناعي، مما جعل هذه اللحظة لها قيمة وتأثيراً، وليست فقط لتقديم الغرابة في سبيل الغرابة فقط

حقوق الصورة تعود لمنصة الثقافية أزياء

أما مجموعة هُنيدة التي قُدمت ضمن أيضاً أسبوع الأزياء في الرياض، فكان بها عامل استعراضي والذي، عند سؤالي لبعضٍ من الحاضرين، كان الختامية المنُعشة ليوم طويل من خلال الموسيقى والدق على البراميل الخضراء. المجموعة تحتفي بالازدهار الموسيقي في المملكة العربية السعودية مع الاحتفاء بالنساء المؤثرات في المجال كأم كلثوم، فيروز وعتاب وغيرهن

فكرة الاحتفاء بالموسيقى في السعودية أيضاً غلبت على المشهد من خلال توظيف البراميل الخضراء بشكل استعراضي إلى جانب الحقيبة بشكل البرميل، والتي كانت مرجعاً لمشهد أداء الأوركسترا السعودية في نيويورك سبتمبر الماضي، وهذا ما جعل جانب الاحتفاء بنجمات الموسيقى وكأنها تتداخل ضمن السياق الأدائي ففقدت معناها. الأداء في عروض الأزياء هي وسيلة لإيصال رسالة أو فكرة، ولكن عندما تكون الأفكار كثيرة، يضيع الاتجاه الذي من المفترض أن تُشير فتترك تساؤلاً عن ماهية الرسالة بالأساس؟

عند تقديم أزياء أڤان-غارد أو استعراض من خلال الأزياء فلا بُد دوماً من التفكير في "السياق" الذي توضع به، والإجابة عن هذه الأسئلة 

هل الاستعراض يتسق مع رؤية العلامة أو المصمم؟

هل الأزياء التي قُدمت ضمن الاستعراض سواء كانت أڤان-غارد أو أزياء جاهزة للارتداء من قبل العملاء تعزز من رؤية العلامة؟

وكيف يمكن أن تخدم هذه اللحظة العلامة على المدى البعيد؟ هل هي استعراضية بحتة أم خُطة مدروسة لكيفية إطلاق المجموعة وتسويقها؟ وهل هذه اللحظة تخدم الخطوة التي تليها؟

الساحة الإبداعية مفتوحة ومتاحة، بل تحتاج المزيد من هذا النوع من الأزياء، ولكن عندما تعي العلامة رؤيتها الخاصة جيداً دون جعل الانتشار عبر وسائل التواصل دافعاً رئيسياً لتقديم الأزياء الفنيّة والاستعراض، في ذلك الحين فقط، ستصل صناعة الأزياء السعودية لمرحلة عالية من النضوج، وستكون الأزياء ذات تأثير ووقع أكبر 

✍🏻بقلم هديل حسين

للتحميل مجانا، دليل لأكثر من 200 مصنع للأزياء والجلود في السعودية

فرص تدريبية لدى علامة 1886 في الرياض على

مصمم أزياء

تسويق

مصمم جرافيك

للتقديم عبر البريد التالي

هنا أكثر من 20 دورة تعليمية في الأزياء وباللغة العربية

Reply

or to participate.