- نشرة منسوج
- Posts
- ماذا ينقُص مشهد الموضة السعودي؟
ماذا ينقُص مشهد الموضة السعودي؟
نشرة منسوج
ماذا ينقُص مشهد الموضة السعودي الحالي؟
مما لا شك فيه بأن قطاع الأزياء في السعودية يشهد تطورًا ملموسًا وسريعًا؛ حيث إنه حاليًا في أُوج نشاطه التجاري، ويعود الفضل في ذلك إلى العمل الدؤوب الذي تقوم به هيئة الأزياء منذ انطلاقتها عام 2020، وبحثها المستمر عن الفرص والتعاونات التي تُدعم نمو هذا القطاع
:وعلى سبيل الذكر لا الحصر
افتتاح فروع بعض المعاهد العالمية في السعودية
تبني أكثر من 100 علامة سعودية من قِبل هيئة الأزياء عبر برنامج (100 براند سعودي) لدعمها وإبرازها
إقامة أسابيع الأزياء في الرياض وصالات العرض في عواصم الموضة مثل باريس وميلان ونيويورك رغبةً بالتعريف وتشجيع الاستثمار الخارجي
…كل ذلك جميل ومُبهر
لكن لتكتمل البنية والأساس السليم لنمو هذا القطاع على المستويات جميعها وجب عليِ في هذا المقال أن أسلط الضوء على بعض العناصر الأساسية والمحورية في هذا السوق الملياري، حيث إن وفق أحدث تقارير هيئة الأزياء، وصلت إيرادات سوق الأزياء بالسعودية في 2023 إلى 30 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل إلى 42 مليار دولار أمريكي في عام 2028، وهذه العناصر إذا ما عُمِل بها سيصبح لدينا سوق عالمي بامتياز بمعايير عالية يعصب منافسته؛ لأنه ذو فكر متجدد وثقافة متفردة ومنهجية واضحة
:ومن تلك العناصر التي يجب الانتباه لها والعمل عليها
١- جدول القياسات السعودية
يجب التأكد من شمولية الأزياء لجميع القياسات وتحديدًا القياسات الكبيرة (السمنة) حيث إنهم يشكلون نسبة (23,1 %) وفق آخر تقرير لوزارة الصحة بالتعاون مع الهيئة العامة للإحصاء، ومن الجميل أيضًا أن نراهم على منصات العرض مستقبلًا
وما المانع بأن تكون لنا تجربتنا الخاصة في عمل جدول قياسات سعودية يُراعي البنية الجسمية التي تتميز بها نساء المملكة، والتي غالبًا لا تتناسب مع القياسات العالمية، كما أن النساء لدينا تعتمد على التجربة لإيجاد القياس المناسب، وهذا من شأنه التقليل من تجربة التسوق؛ مما يساور النفس من شك وتردد بين ما قد يكون مناسبًا أو لا
ولبناء هذا الجدول على المصممين السعوديين التعاون مع الجامعات الأكاديمية للحصول على الإحصاءات والدراسات القائمة على ذلك أو بناء جدولهم الخاص بناءً على العملاء الخاصين بالعلامة التجارية، وأن تكون هيئة الأزياء على اطلاع بذلك لجمع البيانات واعتمادها تحت جدول موحد تعتمده جميع العلامات التجارية
٢- الاستدامة
الاستدامة، على الرغم من الحديث عنها بكثرة، إلا أن القليل فقط من العلامات من يعمل بها، فبعض المصممين لا يعي أثر إنتاج الأزياء وما تسببه من ضرر وآثار سلبية على البيئة لذلك يجب أخذ موضوع الاستدامة بعين الاعتبار وبدء العمل بها بشكل حقيقي من محاولة استخدام مواد طبيعية أو معاد تدويرها لتقليل التلوث الناتج من صناعة الأزياء وتحديدًا انبعاثات الكربون
٣- التنوع
يُعتبر سوق العباءات والألبسة الجاهزة هي الأكثر سيطرة في السوق السعودي، بينما يوجد نقص ملحوظ في وُجود الأزياء الرياضية والأحذية بشكل خاص
فيجب التوسع والنظر إلى البعيد بما أن هناك وعياً وتوجهاً كبيراً نحو الممارسات الرياضية بمختلف المجالات (التمارين في الصالات الرياضية - السباحة - التنس)، فيجب استغلال هذه الفجوة الموجودة في السوق وتقديم منتجات رياضية تتوافق مع المعايير العالمية وذات جودة ممتازة والأهم الأسعار المعقولة التي نفتقدها في العلامات الرياضية العالمية
وكذلك بالنسبة للأحذية فإنتاجها يكاد يكون معدوماً في السوق السعودي، حتى إنه لا يحضرني حاليًا، وأنا أكتب هذا المقال سوى تجربة وحيدة للمصممة (نورة الحارثي) فعلينا التوجه بفكرنا للابتكار والإبداع وسد تلك الفجوة في السوق السعودي
٤- الأسعار مقابل الجودة
يعتبر موضوع الأسعار من أكثر المواضيع المثيرة للجدل، حيث تبدو طريقة تسعير المنتجات غير واضحة، وقد لا تكون منطقية بالنسبة للعميل. يرى العديد من العملاء أن أسعار بعض السلع مبالغ فيها، وكأن الهدف منها هو تحقيق الربح على حساب الجودة والتصميم واسم العلامة التجارية
وليكون هناك إقبال على المنتج المحلي على العلامات التجارية أن تقدمه بطريقة تجعل العميل مدركًا لما يحدث خلف صناعته، وذلك بذكر الخامات المستخدمة، طريقة الحياكة والتفاصيل الدقيقة التي قد يهتم بها لاقتناء هذه القطعة الفريدة في صندوق الوصف الخاص بالمنتج، بهذه الطريقة تُبنى الثقة بين العلامة والعميل، وتجعله راغبًا في الشراء وعدم الاكتراث للسعر مقابل الجودة المقدمة
على الرغم من كل ما ذكُرت سابقًا، إلا أن السوق السعودي له قوة وأفضلية على غيره من الأسواق الخليجية والعربية، ومن أكثر الأسواق سرعة في النمو والازدهار، فمنذ بدءً هيئة الأزياء نشاطها عام 2020 شهد القطاع إنجازات ملحوظة في استقطاب المواهب وتقديم الدعم الكامل لهم، وإقامة أسبوع الموضة في الرياض الذي حقق خلال عامين فقط تجربة فريدة ونجاحًا مبهرًا على مستوى العروض المقامة والأسماء المشاركة وكذلك الحضور القوي من جميع أنحاء العالم، والإشادة به على جميع منصات التواصل الاجتماعي وتوجيه أنظار العالم لعاصمة الرياض التي تعمل على تُرسيخ وجودها كإحدى عواصم الموضة العالمية
قطاع الأزياء ينتظركم! سجلوا الآن في أكثر من 25 دورة للأزياء وخلّوا شغفكم يتحول لمهنة
Reply